رهانات دولية وقضايا كونية تطبع أشغال المنتدى العالمي لحقوق الإنسان بمراكش
احتضن المغرب من 27 إلى 30 نونبر 2014 بمدينة مراكش أشغال الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان.
واتسمت أشغال المنتدى، سواء على مستوى المنتديات الموضوعاتية أو الأنشطة الخاصة أو تلك المسيرة ذاتيا أو الدورات التكوينية أو مختلف التظاهرات الثقافية والفنية الأخرى، بالتعبير الحر، النقاش المعمق والمتنوع حول مختلف قضايا حقوق الإنسان والتحديات الراهنة المطروحة على البشرية في مجال حماية حقوق الإنسان والنهوض بها.
وتميزت الجلسة الافتتاحية لفعاليات المنتدى بالرسالة الملكية، التي تلاها مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، والتي أعلنت عن الأوراش الكبرى قيد الإنجاز بالمغرب والرامية إلى تعزيز حماية حقوق الإنسان، في مجال العدالة والصحافة، والمجتمع المدني، والحكامة الترابية، وحماية الفئات الهشة وكذا عن قرب تفعيل مجموعة من المقتضيات الدستورية ذات الصلة وكذا الإعلان رسميا عن إيداع المغرب لأدوات المصادقة على البروتوكول الاختياري الثاني الملحق باتفاقية مناهضة التعذيب وعن قرب تنصيب هيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز. كما تميزت هذه الجلسة بمداخلات أسماء حقوقية دولية وازنة تناولات عددا من القضايا الكونية لحقوق الإنسان وأجمعت على أن تعزيزها وحمايتها والنهوض بها عبر العالم رهان لكافة الفاعلين الوطنيين والدوليين ورهين رفعه بتضافر جهودهم كافة.
وقد سلطت أشغال المنتدى الضوء على الرهانات الدولية لحقوق الإنسان وتناولت التحديات الجديدة في مجال النهوض بحقوق الإنسان واحترامها، احترام التزامات الدول في مجال حقوق الإنسان وأهمية ترسيخ دولة الحق والقانون واحترام حقوق الأفراد والجماعات، المساواة بين النساء والرجال ومناهضة العنف ضد النساء عبر العالم، تنامي التطرف والكراهية في العالم ودور تعزيز ثقافة حقوق الإنسان والنهوض بها في مكافحتها، الشفافية والحكامة الجيدة ودورهما في تعزيز قيم الديمقراطية والحد من التعسف وانتهاكات حقوق الإنسان، كونية حقوق الإنسان، إلغاء عقوبة الإعدام، مكافحة التعذيب، جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، الحد من الإفلات من العقاب وتعزيز المحاسبة الدولية، مساهمة دول الجنوب ودورها في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها عبر العالم، حماية الصحافيين خاصة في مناطق النزاعات المسلحة وبؤر التوتر...
المنتدى العالمي لحقوق الإنسان: أرقام ودلالات
حظيت قضايا المساواة بين الجنسين والمناصفة وحقوق الشباب والأطفال وحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة وحقوق المهاجرين وأهداف الألفية للتنمية بنقاش واسع وعميق داخل المنتدى.
وإجمالا شهد المنتدى العالمي لحقوق الإنسان حضور أزيد من 8000 مشاركة ومشارك من 95 جنسية و750 متطوع و397 صحفي يمثلون وسائل إعلام ما يزيد عن 20 بلدا، وشهد تنظيم 160 نشاطا منها 50 منتدى موضوعاتيا و41 نشاط مسيرا ذاتيا و20 تظاهرة ثقافية و18 نشاطا داخليا و11 ورشة تكوينية و6 معارض فنية.
كما شهد المنتدى متابعة مكثفة من لدن وسائل الإعلام كما تم تسجيل نحو 30 مليون نقرة عبر العالم على الموقع الإلكتروني للمنتدى وتابع نقاشاته عبر قناة تلفزية بثت برامجها على الانترنت حوالي 14 مليون شخص.
دعوات لمواصلة معركة الدفاع عن حقوق الإنسان في اختتام المنتدى
وقد تميزت الجلسة الاختتامية للمنتدى بجملة من المداخلات والنداءات الداعية إلى احترام حقوق الإنسان في كونيتها وترابطها وعدم قابليتها للتجزئ.
ولعل من أبرز المداخلات تلك التي ألقتها السيدة نافي بلاي، المفوضة الأممية السابقة لحقوق الإنسان، حول مساهمة دول الجنوب في تعزيز حقوق الإنسان بالعالم، إذ أكدت أن تنظيم البرازيل والمغرب، على التوالي، للدورة الأولى والثانية للمنتدى للعالمي لحقوق الإنسان واعتزام تنظيم الدورة الثالثة بالأرجنتين "لدليل على أن حقوق الإنسان ليست حكرا على مجموعة أو ثقافة أو حضارة بعينها ولكنها إرث مشترك للإنسانية جمعاء"، مشيدة بالانخراط القوي لفاعلي المجتمع المدني في أشغال المنتدى وكذا انخراط الشباب المتطوع في تنظيمه، معربة عن أملها بأن يأخذ الشباب الكلمة بقوة في الدورة المقبلة وأن يكون لهم دور أكبر في تسيير النقاشات والمشاركة فيها.
من جانبه قال السيد ادريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إن الفاعلين المشاركين في المنتدى سيعودون ببلدانهم إلى "معركتهم اليومية من أجل ضمان الحرية والكرامة لكل إخوتنا في الإنسانية، وهم أكثر عزما على مواصلة النضال السلمي الموحد والمتنوع والمتسامح والمتقبل لكل الاختلافات، هاجسهم الأساس إدراك الحلم الذي يسكننا جميعا، ألا وهو وجود إنسانية أكثر أخوية وأكثر تضامنا تسودها حقوق الإنسان في كونيتها".
ويضم هذا العدد من النشرة الإخبارية الشهرية العديد من المقالات حول المنتديات الموضوعاتية والأنشطة الأخرى التي تميز بها المنتدى العالمي لحقوق الإنسان في نسخته الثانية.