المذكرة المرفوعة إلى صاحب الجلالة
بسم الله الرحمان الرحيم
مولاي صاحب الجلالة،
يتشرف رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، بعد تقديم آيات الإخلاص والوفاء، أن يرفع إلى علم جلالتكم أنه، بعد استئذان الجناب الشريف، عقد المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان اجتماعه السابع والعشرين، في إطار دورة عادية، يوم الجمعة 29 جمادى الأولى 1428 هـ موافق 15 يونيو 2007م.
أولا- يعرب رئيس المجلس وأمينه العام وكافة أعضائه وأطره عن تعازيهم لمولاي صاحب الجلالة في فقدان المرحوم الأستاذ إدريس بنزكري رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، سائلين الله عز وجل أن يشمل الفقيد العزيز برحمته الواسعة.
ثانيا- هنأ المجلس، الأستاذ أحمد حرزني، بما حظي به من ثقة مولوية بتعيينه رئيسا لهذه المؤسسة، مسجلا ما عير عنه من إرادة للسير قدما بالمكتسبات التي حققتها هذه الأخيرة، والانخراط بكل حزم في تعزيزها، والعمل بشكل خاص على استكمال تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة.
ثالثا– أبرزت الكلمة الافتتاحية أهمية هذا الاجتماع باعتباره أول اجتماع يعقده المجلس بتركيبته الجديدة في ولايته الثانية بعد إعادة تنظيمه وتوسيع اختصاصاته، كما ذكرت بالسياقات الخاصة التي يأتي فيها هذا الاجتماع، والتي تتميز بالديناميكية التي خلقتها هيئة الإنصاف والمصالحة وانخراط المجلس في تفعيل توصياتها، مما ساهم في تعزيز اختصاصات المجلس وكل الهيئات العاملة في مجال حقوق الإنسان، حكومية وغير حكومية، وفي دعم وتطوير المقاربة المبنية على التعاون والتشاور بين كل الأطراف المعنية، من الحكومة ومن المجتمع المدني، لتكثيف الجهود للنهوض بحقوق الإنسان وحمايتها.
رابعا- وذكرت الكلمة الافتتاحية كذلك، بالمجهودات المبذولة من قبل المجلس لتنفيذ جميع برامجه، سواء تلك التي تعتبر أصلية له وخاصة ما تعلق منها بمجالات الحماية والنهوض بثقافة حقوق الإنسان والتواصل والتعاون الدولي، أو تلك المترتبة عن التكليف الملكي للمجلس بمتابعة تفعيل توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة؛
كما ركزت تلك الكلمة، أيضا، على البرامج والمهام ذات الأولوية في المرحلة المقبلة، طبقا للتوجيهات الملكية السامية، وخصوصا ما تعلق منها بصلاحية مراقبة الممارسة السليمة للحريات الفردية والجماعية والحرص على حمايتها والنهوض بها، بالعمل على تتبع الانتخابات التشريعية المقبلة، بالتعاون مع السلطات العمومية والهيئات المختصة المعنية؛
أو بما ينبغي القيام به من دراسات قصد إعداد توصيات ورفعها للنظر المولوي السديد في موضوع إحداث فروع جهوية للمجلس بالمناطق ذات الأولوية.
خامسا– لقد استعرض التقرير حول أنشطة المجلس، خلال الفترة الممتدة من فاتح يناير إلى نهاية ماي 2007، والذي قدمه الأمين العام، أهم تلك الأنشطة، سواء ما يدخل منها ضمن المهام الأصلية للمجلس وبرامجه المعتمدة، أو في مهام مركز التوثيق والإعلام والتكوين في مجال حقوق الإنسان، أو الأنشطة ذات الصلة بتفعيل توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة تنفيذا للتكليف الملكي السامي. كما تطرق لآفاق عمل المجلس وللبرامج والمهام ذات الأولوية في المرحلة المقبلة.
سادسا– استمع المجلس إلى عرض حول الأشغال المنجزة والمهام المباشرة تمهيدا لإعداد الرأي الاستشاري بخصوص إحداث المجلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج الذي يعتز المجلس بتكليف جلالتكم له بإعداده، والذي يباشر المجلس، حاليا استكمال صياغته ليعرض عليه قصد المصادقة ورفعه إلى الجناب الشريف في أقرب الأوقات.
سابعا- ولضمان استمرار المجلس في ممارسة كل الاختصاصات والمهام السابقة الذكر بكفاءة وفعالية، تم خلال هذا الاجتماع، تجديد هياكله من مجموعات عمل ولجان خاصة كما يلي:
مجموعة عمل النهوض بثقافة حقوق الإنسان؛
مجموعة عمل حماية حقوق الإنسان والتصدي للإنتهاكات؛
مجموعة عمل حقوق الإنسان والتطور المجتمعي؛
مجموعة عمل دراسة التشريعات والسياسات العمومية؛
مجموعة عمل العلاقات الخارجية.
كما تقرر تفويض أمر تكوين لجنتين خاصتين بالفروع الجهوية والهجرة إلى السيد رئيس المجلس.
ثامنا– وقد تخللت سائر العروض والنقط المدرجة ضمن جدول أعمال الاجتماع الحالي مناقشات مستفيضة، والكل بما يعكس إرادة كافة الأعضاء في بذل الجهد من أجل تجديد أجهزة المجلس ومأسسة طريقة عمله بما يمكنه من الاستجابة لما هو مكلف به من مهام جليلة والمساهمة في تحقيق المزيد من المكتسبات في مجال حماية حقوق الإنسان والنهوض بها، معتزين في ذلك بالرعاية السامية والدعم المتواصل لجلالتكم.
حفظ الله مولاي صاحب الجلالة وأيده، وأقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، وشد أزر جلالته بصنوه السعيد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وحفظه في باقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب.
والسلام على المقام العالي بالله ورحمته تعالى وبركاته
وحرر بالرباط في يوم الجمعة 29 جمادى الأولى 1428هـ الموافق 15 يونيو 2007م.
رئيس المجلس
أحمد حرزني