المذكرة المرفوعة إلى صاحب الجلالة
بسم الله الرحمان الرحيم
مولاي صاحب الجلالة،
يتشرف رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، بعد تقديم آيات الإخلاص والوفاء، أن يرفع إلى السدة العالية بالله، أنه، بعد الإذن المولوي الكريم، عقد المجلس اجتماعه التاسع عشر، في إطار دورة عادية، يومي الجمعة والسبت 10 و11 جمادى الأولى 1424هـ موافق 11 و12 يوليوز 2003م.
وقد استمع المجلس إلى الكلمة الافتتاحية التي تضمنت ملخصا عما قامت به مختلف مجموعات عمل المجلس ولجانه الخاصة وأطر إدارته من أعمال مؤسسة لخطة عمل المجلس خاصة على المدى القصير والمتوسط، كما استعرضت بعضا من الأعمال التي قام بها المجلس خلال الستة أشهر الأولى لممارسة مهامه على الصعيدين الدولي والوطني، علما بأن مركز المجلس قد تعزز على الصعيد الدولي بتجديد الثقة فيه بإعادة انتخاب المغرب رئيسا «للجنة الدولية للتنسيق بين المؤسسات الوطنية لتطوير وحماية حقوق الإنسان»، وبما أحدثه الظهير الشريف رقم 1.00.350 بتاريخ 15 محرم 1422 هـ موافق 10 أبريل 2001م المتعلق بإعادة تنظيم المجلس من تغييرات جوهرية.
وإثر ذلك استمع المجلس، يا مولاي، على رئيستي ورؤساء مجموعات العمل الخمس الذين أعدوا مشاريع التصورات والبرامج المقدمة في مجال نشاطاتها التي يمكن إيجازها كالتالي:
العمل على وضع خطة وطنية للنهوض بثقافة حقوق الإنسان؛
التسوية العادلة لماضي الانتهاكات الجسيمة والتصدي للخروقات، ومتابعة الأوضاع في السجون ومراكز حماية الطفولة؛
النهوض بحقوق المرأة والطفل والأشخاص المعاقين والاهتمام بالقضايا المتعلقة بالإقصاء والفقر وكذا إشكاليات التقدم العلمي والتواصل؛
تناول مواضيع حقوق الإنسان بمفهومها الشمولي مع ترتيبها حسب درجة الراهنية والاستعجال، في ضوء مقتضيات المواثيق الدولية قصد ملاءمة التشريعات والتنظيمات الوطنية معها؛
تنمية علاقات المجلس مع الجهات الوطنية المعنية بحقوق الإنسان الحكومية منها والمنظمات غير الحكومية وفعاليات المجتمع المدني، وتقوية دور المجلس على الأصعدة الجهوية والدولية، تعريفا أكثر بمنجزات المغرب في مجال حقوق الإنسان، ولمزيد الاستفادة من التجارب الأجنبية.
كما استمع الأعضاء إلى الأمين العام في عرضه للتصور الشامل لخطة عمل المجلس المنبثقة عن برامج مجموعات العمل.
وبعد مناقشة مستفيضة تمت المصادقة على مختلف البرامج المعروضة.
ثم تناول المجلس بالدراسة التقارير الصادرة عن لجانه. وهكذا أجمع الأعضاء على:
تخصيص موضوع «جائزة محمد السادس لحقوق الإنسان» برسم هذه السنة للأعمال التنموية في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛
مواصلة الدراسات والاتصالات مع مختلف الجهات المعنية بموضوع المواطنين المقيمين بالخارج قصد المساهمة في حماية حقوقهم والنهوض بها؛
تنسيق مجهودات المجلس مع مختلف الجهات الرسمية المعنية بأوضاع المغاربة المحتجزين بتندوف للمزيد من التحسيس دوليا بوضعهم قصد التعجيل بالإفراج عنهم، وتكثيف العناية بأسرهم وبالعائدين منهم؛
تمكين اللجنة المكلفة بالتقرير السنوي من جميع العناصر اللازمة حتى يحقق أهدافه التقييمية والبداغوجية، مع تعزيز هذه اللجن ببعض الأعضاء الجدد من المجلس؛
تكليف اللجنة المعهود إليها من طرف المجلس، في دورته الطارئة المنعقدة بتاريخ 29 ماي 2003، بإشكالية الإرهاب وحقوق الإنسان باستكمال دراستها للموضوع.
كما صادق المجلس على التوصيات التالية:
استئذان الجناب الشريف بالشروع في إعداد برنامج إذاعي وتلفزي للتحسيس بالحقوق والواجبات في إطار النهوض بثقافة حقوق الإنسان؛
التماس من الجناب الشريف التفضل بإعطاء أمره السامي كي تحال على المجلس مشاريع الاتفاقيات الدولية والنصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بحقوق الإنسان قصد إبداء الرأي فيها في مرحلة دراستها على مستوى الحكومة؛
التماس الإذن المولوي بتكليف «لجنة التنسيق» بدور متابعة أعمال المجلس خلال الفترات الفاصلة بين اجتماعاته.
وأخـيرا، وبعد مناقشة معمقة، كلف المجلس لجنة خاصة من أعضائه بتقييم مسلسل تسوية ماضي الانتهاكات الجسيمة، وتقديم المقترحات الكفيلة بتصفية الملف.
والنظر الواسع والرأي السديد لجلالة الملك حفظه الله وأيده وأقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وشد أزره بصنوه السعيد صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي رشيد، وحفظه في كافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب.
والسلام على المقام العالي بالله ورحمته تعالى وبركاته.
حرر بالرباط يوم السبت 11 جمادى الأولى 1424هـ موافق 12 يوليوز 2003م.
رئيس المجلس
عمر عزيمان