تقييم حضور المرأة في الإعلام بالمغرب وصورة المرأة في الخطاب الإعلامي
الحرص على تعزيز الحضور النسوي في الإعلام يجب أن ينتقل من الطابع الكمي إلى النوعي لتشكل المرأة من موقعها قوة ضاغطة وتكون خير سفير لقضية محاربة التمثلات السلبية التي يبلورها الإعلام
من بين الأنشطة التي احتضنها رواق المجلس الوطني اليوم في إطار مشاركته لليوم الرابع في فعاليات المعرض الدولي للكتاب (12-22 فبراير 2015) ، لقاء حول موضوع " نظرات نسائية في وسائل الإعلام " نشط فقراته الصحفي والشاعر ياسين عدنان وتميز بمداخلتين لكل من سناء العاجي، الصحافية والباحثة والسيدة فتحية العوني رئيس التحرير بإذاعة "راديو دوزيم".
وقد تناول اللقاء الموضوع من زاويتي تقييم الحضور الكمي والنوعي للمرأة في الهيئات الصحفية بالمغرب وصورة المرأة في الخطاب الإعلامي وكيف تتكرس هذه الصورة من خلال الإعلام وهل تمكنت المرأة الإعلامية اليوم من أن تشكل فعلا قوة ضاغطة تساهم من منبرها في الدفاع عن هذه القضية.
بالنسبة لصورة المرأة في الإعلام المغربي، أكدت السيدة سناء العاجي أن الإعلام وحتى الإنتاج الدرامي يساهم للأسف في كثير من الأحيان في تكريس الصورة النمطية للمرأة وفبركة قضايا فقط لأنها تغري إعلاميا إذ يقدمها تارة مستكينة أو غارقة في عالم الشر والشعوذة وتارة أخرى امرأة متمردة ومتحررة من كل القيود أو متجردة من المشاعر. وكل ذلك يعود لغياب نظرة أفقية شاملة لإصلاح صورة المرأة في الإعلام على المدى البعيد ومحاربة التمثلات السلبية التي يبلورها الإعلام.
ومن جهة أخرى أكدت أن استضافة المرأة مقتصرة في الغالب على البرامج المتعلقة بشؤون المرأة البسيطة واليومية ولا يتم إشراكها بشكل عميق في البرامج العامة والقضايا المهمة، كما أن الإعلام لا يستضيف الخبرات النسائية ويكتفي في أغلب الأحيان بالتعامل مع خبراء رجال في شتى الميادين (سياسية، اقتصادية، اجتماعية، إلخ).
من جهته أكد السيد عدنان ياسين أنه لرؤية الجزء المملوء من الكأس وجب الاعتراف بأن مهنة الإعلام مهنة تتأنث سنة بعد سنة وتبرز معها مجموعة من الكفاءات التي فرضت وجودها في الساحة الإعلامية وبدأت تحتل مواقع مفصلية داخلها غير أن الاقتحام النسوي للإعلام يجب أن يتعزز ويننقل من الطابع الكمي إلى النوعي حيث يشكل قوة رقابة ومقاومة من داخل الساحة الإعلامية وحتى تكون المرأة خير سفير لهذه القضية، ولتكتسب المنابر الإعلامية مناعة داخلية ضد تشويه صورة المرأة والحيلولة دون تنميط واستغلال صورتها في المنتوج الإعلامي (الدراما، الصحافة الإشهار...).